٢١ - ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥
الرياض، المملكة العربية السعودية
٣ - ٦ نوفمبر ٢٠٢٥
جدة، المملكة العربية السعودية

استثمارات دول مجلس التعاون الحكيمة في الأمن الغذائي

نشرت 2025-04-28 01:37:38

خلال العقود الثلاثة الماضية، تضاعف عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من الضعف، من 26 مليون نسمة في عام 1995 إلى 57 مليونًا في عام 2022. ومع تحول الاقتصاد الإقليمي وتنوعه في السنوات الأخيرة، تزايد عدد الوافدين إلى الخليج بحثًا عن مستقبل أفضل. وبينما قد يكون هذا النمو السكاني إيجابيًا للاقتصاد، فقد دفع صُنّاع السياسات ورواد الأعمال إلى التفكير جديًا في أمن الغذاء في المنطقة.

ولا يُعد النمو السكاني السبب الوحيد للقلق بشأن الإمدادات الغذائية في الخليج. فالمنطقة تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمعدل يُعادل ضعف المعدل العالمي، كما أن تغيّر المناخ فرض على دول الخليج مواجهة تحديات مثل التصحر، وشح المياه، وفقدان التنوع البيولوجي. ويأتي ذلك بالإضافة إلى التحديات الجغرافية المعروفة كندرة الأراضي الصالحة للزراعة والمياه المحدودة، مما يقيد قدرة المنطقة على إنتاج الغذاء.

وبسبب هذه الصعوبات، تعتمد دول الخليج بشكل كبير على استيراد المنتجات الغذائية، حيث يتم استيراد حوالي 85% من الغذاء، بما في ذلك 90% من الحبوب، وما يقرب من 100% من الأرز. وقد جعل هذا الاعتماد سلاسل الإمداد الغذائية الإقليمية عرضة للاضطرابات الناجمة عن النزاعات الجيوسياسية وتغير المناخ.

ومع ذلك، واجهت دول الخليج تحدي الأمن الغذائي بشكل مباشر، وعلى الرغم من صعوباتها الجغرافية، إلا أنها لا تزال من بين الدول الأعلى تصنيفًا عالميًا في هذا المجال. ووفقًا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022، جاءت الإمارات في المرتبة 23 عالميًا، تلتها قطر (30)، عمان (35)، البحرين (38)، السعودية (41)، والكويت (50)، مما يجعلها من رواد المنطقة العربية في الأمن الغذائي.

تقوم دول الخليج حاليًا باستثمار مكثف في التكنولوجيا الزراعية، وتنويع مصادر الغذاء، وتعزيز التعاون الإقليمي لتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وقد أولت هذه الدول أولوية كبرى للأمن الغذائي في رؤاها الوطنية وبرامجها الاستراتيجية.

وبالإضافة إلى الحاجة لضمان الإمدادات الغذائية، فقد أدت هذه الجهود أيضًا إلى تحفيز ريادة الأعمال في مجال الغذاء.

أطلق رواد الأعمال المحليون العنان لإمكاناتهم في قطاع تكنولوجيا الأغذية. ومن الأمثلة البارزة، شركة Camelicious الإماراتية، وهي أول شركة متخصصة في إنتاج حليب الإبل ومنتجاته، وقد قامت بتسويقه لتلبية الطلب المحلي والدولي. كما تستثمر العديد من الشركات الإقليمية في تقنيات الزراعة داخل البيوت المحمية، واستخدام مياه البحر المحلاة للري، وتطبيق الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الزراعة.

وفي وقتٍ يتجلى فيه توجه دول الخليج نحو سياسات خارجية أكثر استقلالًا واستراتيجية، فإن تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي يُعد جزءًا من مساعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ففي السنوات الخمس الماضية، واجه العالم جائحة، ونزاعات إقليمية، وتضخمًا متصاعدًا—all تهديدات خطيرة لسلاسل الإمداد العالمية.

وفي مثل هذا السياق، تدرك دول الخليج ضرورة الاستثمار الذكي والمستمر في القدرات الزراعية المحلية. كما قال الشيف الإسباني-الأمريكي الشهير خوسيه أندريس:
"
الغذاء هو أمن قومي، الغذاء هو اقتصاد، هو وظائف، طاقة، تاريخ. الغذاء هو كل شيء."

المصدر: صحيفة "عرب نيوز" (Arab News)

 

الرعاة و الداعمين

الشركاء